بأي العينين تعيش حياتك ؟
هل فكّرت مع نفسك يوما بهذا السؤال ؟ إنّه سؤال يستحق أن نقف عنده جميعًا ..
لأنه يكشف الكثير من خبايا النفس ويوضح طريقة التفكير لكل منّا ..
عين النحلة ؛ لا ترى إلا كل ما هو جميل .. إنها ترى في المحنة منحة ، وفي
البلاء عافية ، وفي الحرمان عطاءًا ، وفي الحزن سعادة ، وفي الليمون مادةً
جيدة لصنع عصيرٍ لذيذ !
عندما يخطئ الآخرون في حق صاحبها .. تبادر بتذكيره بمواقفهم الحسنة معه ،
أما عين الذبابة ، فلا تقع إلا على كل سيء وقبيح .. تتصيد أخطاء الناس ومعايبهم ، وترى النصف الفارغ من الكأس ،
وتوهم صاحبها بأنه يعيش في غابة ممتلئة بالوحوش والسباع التي تريد أن تقضي
عليه ؛ فهذا يريد أن يحسده ، وذاك يغار منه ، والآخر يدبر له المكائد ..
يقضي صاحب عين النحلة حياته مبتهجًا سعيدًًا مسرورًا يعلم أنّه لن يصيبه إلا ما كتبه الله تعالى عليه ،
ويؤمن بأن حاله التي هو عليها الآن هي الأفضل له ، لأنها اختيار الله عزوجل له وهو أدرى بمصلحته كيف تسير وأين تكون ..
ينام قرير العين ، هادئ البال ، بعد أن بذل الأسباب وتوكل على الله وفوّض أموره إليه ..
ليستقبل الصباح الجديد بروحٍ ملؤها التفاؤل والأمل بغدٍ أفضل
فيقبل على الحياة والعمل بنشاط قوي وهمة متقدة ..
إنه باختصار .. إنسان سعيد : )
أما صاحب العين الأخرى .. فسيظل يجري وراء الظل ، ويلهث خلف السراب ..
يتعرقل عن السير بأصغر حصاة ، ويتهدد ويتوعد الصغير والكبير إذا لم يحقق مايتمنى ..
لايجد النوم طريقا لعينيه لأنه أسهرهما وسهدهما بالتفكير فيما عند الآخرين ،
يريد أن يكون مثلهم ويصل إلى ماوصلوا إليه دون أن يحرك ساكنا ، نسي أو تناسى أن الجبال العظيمة لم تكن إلا ذرات تراب !
لذلك لا تراه إلا مهمومًا مغمومًا متسخّطًا على واقعه وكأنّه يحمل الكرة الأرضية فوق رأسه !
هل وجدت الآن جوابا لسؤالي : بأي العينين تعيش ؟