<div class="smallfont">
<b><strong>قصة حقيقية واقعية</strong></b>
</div>
<hr style="color: rgb(209, 209, 225); background-color: rgb(209, 209, 225);" size="1">
<!-- / icon and title -->
<!-- message -->
<div id="post_message_408878">
<div align="center">
<b><font color="#6666cc"><font size="3">جاءني في يوم من الأيام جنازة لشاب لم يبلغ الأربعين ، ومع الشاب مجموعة <br>
من أقاربه ، لفت انتباهي ، شاب في مثل سن الميت يبكي بحرقة ، شاركني <br>
الغسيل ، وهو بين خنين ونشيج وبكاء رهيب يحاول كتمانه ، أما دموعه فكانت <br>
تجري بلا انقطاع ...<br>
<br>
وبين لحظةٍ وأخرى أصبره وأذكره بعظم أجر الصبر ...<br>
<br>
ولسانه لايتوقف عن قول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لاحول ولاقوة إلا بالله ...<br>
<br>
هذه الكلمات كانت تريحني قليلاً ...<br>
<br>
بكاؤه أفقدني التركيز ، هتفت به بالشاب ...<br>
<br>
- إن الله أرحم بأخيك منك ، وعليك بالصبر <br>
<br>
التفت نحوي وقال : إنه ليس أخي <br>
<br>
ألجمتني المفاجأة ، مستحيل ، وهذا البكاء وهذا النحيب<br>
<br>
- نعم إنه ليس أخي ، لكنه أغلى وأعز أليّ من أخي ...<br>
<br>
سكت ورحت أنظر إليه بتعجب ، بينما واصل حديثه ...<br>
<br>
- إنه صديق الطفولة ، زميل الدراسة ، نجلس معاً في الصف وفي ساحة المدرسة <br>
، ونلعب سوياً في الحارة ، تجمعنا براءة الأطفال مرحهم ولهوهم ...<br>
<br>
- كبرنا وكبرت العلاقة بيننا ، أصبحنا لا نفترق إلا دقائق معدودة ، ثم نعود <br>
لنلتقي ، تخرجنا من المرحلة الثانوية ثم الجامعة معاً ...<br>
<br>
التحقنا بعمل واحد ...<br>
<br>
تزوجنا أختين ، وسكنا في شقتين متقابلتين ...<br>
<br>
رزقني الله بابن وبنت ، وهو أيضاً رُزق ببنت وابن ...<br>
<br>
عشنا معاً أفراحنا وأحزاننا ، يزيد الفرح عندما يجمعنا ، وتنتهي الأحزان <br>
عندما نلتقي ...<br>
<br>
اشتركنا في الطعام والشراب والسيارة ...<br>
<br>
نذهب سوياً ونعود سوياً ...<br>
<br>
واليوم ... توقفت الكلمة على شفتيه وأجهش بالبكاء ... <br>
<br>
- يا شيخ هل يوجد في الدنيا مثلنا ...<br>
<br>
خنقتني العبرة ، تذكرت أخي البعيد عني ، لا .. لا يوجد مثلكما ..<br>
<br>
أخذت أردد ، سبحان الله ، سبحان الله ، وأبكي رثاء لحاله ...<br>
<br>
أنتهيت من غسله ، وأقبل ذلك الشاب يقبله ...<br>
<br>
لقد كان المشهد مؤثراً ، فقد كان ينشق من شدة البكاء ، حتى ظننت أنه <br>
سيهلك في تلك اللحظة ...<br>
<br>
راح يقبل وجهه ورأسه ، ويبلله بدموعه ...<br>
<br>
أمسك به الحاضرون وأخرجوه لكي نصلي عليه ...<br>
<br>
وبعد الصلاة توجهنا بالجنازة إلى المقبرة ...<br>
<br>
أما الشاب فقد أحاط به أقاربه ...<br>
<br>
فكانت جنازة تحمل على الأكتاف ، وهو جنازة تدب على الأرض دبيباً ...<br>
<br>
وعند القبر وقف باكياً ، يسنده بعض أقاربه ...<br>
<br>
سكن قليلاً ، وقام يدعو ، ويدعو ...<br>
<br>
انصرف الجميع ...<br>
<br>
عدت إلى المنزل وبي من الحزن العظيم ما لا يعلمه إلا الله ، وتقف عنده <br>
الكلمات عاجزة عن التعبير ...<br>
<br>
وفي اليوم الثاني وبعد صلاة العصر ، حضرت جنازة لشاب ، أخذت اتأملها ، <br>
الوجه ليس غريب ، شعرت بأنني أعرفه ، ولكن أين شاهدته ...<br>
<br>
نظرت إلى الأب المكلوم ، هذا الوجه أعرفه ...<br>
<br>
تقاطر الدمع على خديه ، وانطلق الصوت حزيناً ...<br>
<br>
يا شيخ لقد كان بالأمس مع صديقه ...<br>
<br>
يا شيخ بالأمس كان يناول المقص والكفن ، يقلب صديقه ، يمسك بيده ، بالأمس <br>
كان يبكي فراق صديق طفولته وشبابه ، ثم انخرط في البكاء ...<br>
<br>
انقشع الحجاب ، تذكرته ، تذكرت بكاءه ونحيبه ...<br>
<br>
رددت بصوت مرتفع :كيف مات ؟<br>
<br>
- عرضت زوجته عليه الطعام ، فلم يقدر على تناوله ، قرر أن ينام ، وعند <br>
صلاة العصر جاءت لتوقظه فوجدته ، وهنا سكت الأب ومسح دمعاً تحدر على خديه ، <br>
رحمه الله لم يتحمل الصدمة في وفاة صديقه ، وأخذ يردد : إنا لله وإنا إليه <br>
راجعون ...<br>
<br>
- إنا لله وإنا إليه راجعون ، اصبر واحتسب ، اسأل الله أن يجمعه مع رفيقه في <br>
الجنة ، يوم أن ينادي الجبار عز وجل : أين المتحابين فيِّ اليوم أظلهم في <br>
ظلي يوم لاظل إلا ظلي ...<br>
<br>
قمت بتغسيله ، وتكفينه ، ثم صلينا عليه ...<br>
<br>
توجهنا بالجنازة إلى القبر ، وهناك كانت المفاجأة ...<br>
<br>
لقد وجدنا القبر المجاور لقبر صديقه فارغاً ...<br>
<br>
قلت في نفسي مستحيل : منذ الأمس لم تأت جنازة ، لم يحدث هذا من قبل ...<br>
<br>
أنزلناه في قبره ، وضعت يدي على الجدار الذي يفصل بينهما ، وأنا أردد ، <br>
يالها من قصة عجيبة ، اجتمعا في الحياة صغاراً وكباراً ، وجمغت القبور <br>
بينهما أمواتاً ...<br>
<br>
خرجت من القبر ووقفت ادعو لهما : اللهم أغفر لهما وأرحمهما ، اللهم <br>
واجمع بينهما في جنات النعيم على سرر متقابلين ، في مقعد صدق عند مليك <br>
مقتدر ، ومسحت دمعة جرت ، ثم انطلقت أعزي أقاربهما ...<br>
<br>
انتهى الشيخ من الحديث ، وأنا واقف قد أصابني الذهول ، وتملكتني الدهشة <br>
، لا إله إلا الله ، سبحان الله ، وحمدت الله أن الورقة وصلت للشيخ وسمعت هذه <br>
القصة المثيرة ، والتي لو حدثني بها أحد لما صدقتها ...<br>
<br>
وأخذت ادعو لهما بالرحمة والمغفرة</font></font></b>
</div>
</div>
<!-- / message -->
<!-- sig -->
<div><b>
__________________<br></b>
<div align="center"><div align="center"><b><font size="7"><font face="Comic Sans MS"><font color="SeaGreen">استَعِينُواْ بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ</font></font></font></b></div><b><font color="seagreen"> <font color="black">(</font>البقرة 153<font color="Black">)</font></font></b></div><div align="center"><b><img src="http://www.imam1.com/vb/image.php?u=21419&type=sigpic&dateline=1208987634" border="0"></b></div><b>______________________________<br><font size="5"><font face="Arial Black"><font color="Magenta">وما توفيقي الا بالله سبحانه وتعالى </font></font></font></b>
</div>